رواية أنا لها شمس الجزء الثاني من الفصل السادس روز أمين

  • ترقبونا قريبا المسابقة الرمضانية لأعضاء أبابيل منتدى رواية مع جوائز قيمة لأول مرة تصل إلى 300 دولار فقط للأعضاء
  • 🌙✨ المسابقة الرمضانية الكبرى في منتدى أبابيل رواية! ✨🌙

     

    لأول مرة، نقدم لكم تحديًا استثنائيًا مليئًا بالحماس والإثارة! 🏆📖 استعدوا لخوض تجربة فريدة في مسابقتنا الرمضانية، حيث الإبداع يتألق والمنافسة تشتعل، والجوائز؟ 🤩 قيمة جدًا وتستحق التحدي!

     

    🎯 لماذا عليك المشاركة؟ ✅ جوائز قيّمة لأول مرة! ✅ فرصة لإبراز مهاراتك الأدبية والإبداعية! ✅ تجربة تفاعلية ممتعة مع أعضاء المنتدى!

     

    🔥 لا تفوّت الفرصة، كن مستعدًا... التسجيل قريبًا! 🔥

control

إداري
طاقم الإدارة
21 فبراير 2025
59
0
6

رواية أنا لها شمس 02 من الفصل السادس


عودة للحاضر وسنعود فيما بعد لسرد ما حدث بالماضي
عصرًا،في قصر المستشار علام زين الدين،يقف داخل كبينة الإستحمام الزجاجية مغمض العينين ساندًا بساعداه على الحائط الرخامي والمياه تنهمر على رأسه لتمر على جسده لتنعش روحه المنهكة من العمل طيلة اليوم،تنفس بعمق ليفتح عينيه باسطًا ذراعه يجلب زجاجة صابون الشعر ليأخذ منها القليل ويضعه فوق رأسه ليدلكه برفقٍ ويميل برأسه من جديد تحت صنبور المياه ليغتسل جيدًا،خرج من الكبينة ليجذب منشفة قطنية كبيرة يلفها حول خصره وأخرى صغيره ليجفف بها شعر رأسه ليتحرك من الحمام إلى غرفة الملابس لينتقي بذلة قيمة يحضر بها ميعاده مع رجل الأعمال "صلاح عبدالعزيز "بعدما عقد النية على التدخل بشكل شخصي لفض هذا الصراع الدائر بينه وبين خصمه"أيمن الأباصيري"وصل لحديقة القصر في طريقه للجراچ ليتوقف حين وجد والداه يجلسان حول حوض السباحة ويحتسيان معًا كوبان من القهوة الساخنة ليقول بابتسامة خافتة:
-مساء الخير
مساء النور يا فؤاد...نطقها علام لتقول عصمت بنبرة حنون وهي تُشير إليه بالجلوس:
-تعالى اشرب معانا فنجان قهوة




أجابها غامزًا بعينه الشمال:
-مش حابب أكون عزول واضايق معالي المستشار يا دكتورة



ابتسم علام ساخرًا ليجيب بمشاكسة لنجله المحبب والمقرب لقلبه:
-ماتتلككش بمعالي المستشار يا حبيبي،إنتَ أصلاً متشيك وباين عليك عندك ميعاد مهم
رفع كفاه لأعلى باستسلام ليقول:
-دايمًا كاشف اللي جوايا جنابك،محدش يعرف يعدي من تحت إيدك أبداً



دقق النظر له ليقول بصوتٍ جاد:
-شكلك رايح المشوار اللي بلغتني بيه إمبارح؟



-بالظبط يا باشا، ليستطرد بإبانة:
-لما عملت تحرياتي عن صلاح عبدالعزيز لقيت إنه حد محترم وحرام ينتهى تاريخه بسبب رغبة عامية في الإنتقام



-إعمل اللي إنتَ شايفه صح يا سيادة المستشار،انا واثق في تفكيرك وواثق إنك هتحل القضية بمنتهى العقل والحكمة،ربنا يوفقك... قالها بعينين فخورة بنجله ليشكره فؤاد ويتحرك باتجاه الجراچ



********



خرج من القصر ليستقل مقعده خلف المقود وينطلق بسرعة باتجاه منزل صلاح،توقف بحديقة المنزل ليجد رجلين من الحراسة الخاصة بانتظاره ليصطحباه للداخل، وجد الرجل ونجله الكبير بانتظاره ليقوما بالترحاب الشديد به لمعرفتهما بشخصه وبمنصب أباه العظيم،أشار صلاح إليه بالجلوس ليفتح زرار حلته ثم جلس منتصب الظهر واضعًا ساقٕا فوق الأخرى بمظهرٍ جذاب ليبدأ حديثه بعملية:
-طبعاً حضرتك بتسأل نفسك أنا ليه أخدت ميعاد منك وطلبت إن الزيارة تبقى في بيتك


-حضرتك تشرف أي مكان تدخله يا سيادة المستشار... كلمات نطقها صلاح بتهذيب ليشكره فؤاد قائلاً بلباقة:
-متشكر جداً يا صلاح بيه
واستطرد بعملية اكتسبها من منصبه:
-أنا هدخل في الموضوع على طول علشان مضيعش وقت حضراتكم، الموضوع وباختصار خاص بقضية محاولة إغتيال "أيمن الأباصيري"





ارتبك داخل صلاح وحاول جاهدًا التماسك ليقول في محاولة لابعاد التهمة عنه:
-سبق وحضرتك استدعتني لمكتبك واستجوبتني بخصوص القضية والحمدلله إنتَ بنفسك أمرت بإخلاء سبيلي لما التحريات أثبتت إني مليش أي علاقة بموضوع اللي إسمه أيمن
ليسترسل بإبانة:
-وإني يومها كنت عازم أهل مرات إبني هنا في فيلتي والكل شهد على كدة





ابتسامة جانبية ارتسمت على شفتيه أوحت لـ الأخر بأنه ليس مقتنعًا بتلك النتيجة ليقول بذات مغزى:
-جرت العادة إن المواضيع اللي زي دي بيكون لها ترتيبات قبلها يا صلاح باشا





قطب الرجل جبينه ليُمسك بعُلبة سيجاره الكوبي الموضوعة فوق الطاولة ويخرج منها واحدًا ينتزع عنه ورقة السلوفان ليقترب نجله سريعًا ممسكًا بالقداحة ليشعل السيجار لأبيه تحت نظرات فؤاد المتفحصة والذي تأكد من خلالها توتر صلاح الذي وأخيرًا خرج صوته محاولاً الثبات:
-تقصد إيه بكلامك ده يا سيادة المستشار،ياريت تتكلم بوضوح أكثر من كده





-أقصد إن صابع الإتهام كلها بتدور حواليك يا صلاح بيه...نطقها بقوة وهو يوجه له الاتهام عبر نظراته ليستطرد بإبانة:
-خلينا نتكلم بالمنطق ونبص للموضوع بشمولية،أولاً أيمن الأباصيري برغم إنه من أكبر وأشهر رجال الأعمال في البلد إلا إنه ملوش اي أعداء وده عرفناه من خلال تحريات النيابة وكمان شهادة الشهود،من ساعة حادثة بسام إبن حضرتك الراجل اتعرض لثلاث محاولات قتل





ليستطرد بعيني بهما اتهام:
-محاولة تسميمه في قلب بيته على إيد الشغالة اللي اعترفت إن فيه حد إتواصل معاها وسلمها مأتين ألف جنية وقزازة سم وقالها تحط له منها في القهوة،ووعدها لما يتأكد من خبر موت أيمن هتاخد زيهم كمان





وضع السيجار بفمه ليسحب أكبر قدر من الدخان ثم يخرجه بقوة ليشكل سحابة فوق رأس الرجل ويعبيء المكان تحت نظرات فؤاد المتفحصة له وكشفه لتوتر الرجل الذي يحاول جاهدًا بتخبأته لكنه يكشفه بحس رجل القانون الموجود بداخله ليستطرد راويًا:
-ده غير إنك روحت له بيته وهددته صراحتًا إنك مش هتسيبه غير وهو جثة زي ما عمل في إبنك بسام، والكلام ده قدمه أيمن عندي في محضر رسمي من يومين وشهد عليه كل العمال اللي في بيته
أشار ممثلاً بيده ليقول باتهامٍ صريح:
-بعد كل الدلائل دي فسر لي بقى وقولي مين ليه مصلحة بقتل أيمن غير حضرتك؟





بعنفوان الشباب هتف هيثم نجل صلاح بغطرسة وصوتٍ مرتفع خالي من اللباقة:
-وإحنا مالنا بكل الكلام اللي إنت بتقوله ده،إنتَ لو عندك دليل واحد ضد بابا مكنتش خرجته من النيابة أساسًا
احتدت ملامح وجهه من حديث ذاك الشاب الذي حادثه بوقاحة لم يتقبلها ليقول بنبرة حازمة بصوتٍ خرج متزنًا:
-أولاً ياريت توطي نبرة صوتك وتتكلم أحسن من كدة وإنتَ بتوجه لي الكلام





نظرات لائمة أطلقها صلاح إلى نجله كرصاصاتٍ لتخرسه في الحال ليستطرد الاخر بحديثٍ شبه تهديدي:
-ثانيًا وده الأهم انا تحرياتي لسه مستمرة وأكيد هتنكشف أمور كتير
رمق صلاح بنظرة ذات مغزى ليكمل:
-إسأل على فؤاد زين الدين وإنتَ تعرف إن عمري ما أخدت قضية إلا وقفلتها مهما كانت صعوبتها أو الأدلة ضعيفة





ارتبك صلاح لتيقنه صحة ما قاله ذاك الدؤوب في عمله والمعروف عنه داخل وسطه بالنزاهة والتفاني والمهارة العالية بفك ألغاز القضايا لذا يُوكل إليه القضايا المعقدة من قِبل رؤساءه،سألهُ متوجسًا:
-إنتَ عاوز إيه بالظبط يا سيادة المستشار،ما تجيب من الأخر؟!





أراح ظهره للخلف أكثر وانتظر لدخول العاملة التي تحركت بعربة تقديم الضيافة وبدأت بسكب الشاي وتقديمه مع قطعة حلوى ليشكرها ثم استكمل حديثه قائلاً بوضوح:
-من الأخر أنا عاوز أحل القضية بشكل ودي بينكم بعيدًا عن القانون





قطب صلاح ونجله جبينيهما ونظرا كلاً منهما للأخر بحيرة ليسترسل فؤاد بإبانة:
-أنا عارف إنكم مستغربين الكلام اللي بقوله ويمكن مش مصدقيني او فكريني بحور عليكم
رد صلاح سريعًا:
-العفو يا فؤاد باشا،سمعة جنابك وجناب سيادة المستشار والدك سبقاكم
تنفس براحة ليستكمل حديثه:
-متشكر يا افندم،الحقيقة أنا فكرت كتير في موضوع العداوة اللي بينكم وقولت حرام لما إتنين من أكبر رجال الأعمال اللي في البلد يهدوا اللي بنوه علشان غلطة غير مقصودة





احتدت ملامح صلاح ليهتف مستنكرًا:
-حضرتك بتسمي قتل إبني غلطة؟!





أجابه بثباتٍ وصوتٍ قوي:
-ايوا غلطة وبسام الله يرحمه اللي بدأها وحضرتك ووالدته مشتركين فيها، وبلاش تخليني أقول كلام هيزعلك





نكس رأسه لتيقنه من مقصد ذاك الصارم الذي يلمح على تقصيره وزوجته بحق تربية نجليهما وبالحقيقة هو مُدرك لهذا جيداً لذلك فضل الصمت ليستطرد الأخر:
-أنا عارف إن النتيجة كانت قاسية وصدقني مهما كانت مرارة الحادثة وحجمها بالنسبة لك فهي لا تقل مرارة وألم بل وندم عند أيمن الاباصيري، إنتَ عارف كويس قوي إنه شخص محترم وبيتقي ربنا في كل تصرفاته وده شيء معروف جداً عنه





ضيق بين عينيه ليستطرد وهو يهز رأسه باستنكار:
-إن الظروف تجبره ينهي حياة شاب بأديه ده شيء في منتهى القسوة بالنسبة لحد ضميرة حي زيه





احتدت ملامحه ونظر إليه بغضب ليسترسل فؤاد بإبانة:
-صدقني أنا نفسي شفت دموع الألم والندم في عنيه وأنا بستجوبه





هتف بحدة:
-ولما هو ندمان عمل كدة ليه، يحرمني من إبني ويغدر بيه ليه؟!





هتف الأخر بنبرة صارمة:
-ماتغالطش ضميرك يا صلاح بيه،إنتَ عارف كويس مين اللي غدر بالتاني وتعدى على حرمة بيته وكان هيهتك عرض بنته

ثم أشار إليه برأسه بصوتٍ حاد عل ضميره يستيقظ:
-إنتَ نفسك لو مكانه وحد عمل كده في بنتك مش هتتأخر ثانية واحدة في إنك تاخد القرار





تنفس بأسى وظهر الإنهاك فوق ملامحه ليتنهد فؤاد بضيق لأجل ذاك الرجل المهزوم،تساءل بهدوء:
-والمطلوب مني إيه يا سيادة المستشار، أنسى دم ابني اللي سال في بيت ايمن وأروح أحط إيدي في إيده؟





-مش أحسن ما واحد منكم يخلص على التاني وييجي واحد من ولادكم يخلص على ابن التاني علشان يحقق الانتقام؟
ليسترسل متأثرًا:
-إنتَ عارف إن الإنتقام دايرة اللي بيدخلها عمره ما هيعرف يخرج منها تاني،دي دايرة موت كل اللي جواها هالكين





أمال برأسه بإيجاب لحديثه ثم نظر لنجله بألم ليهز الشاب المتعلم رأسه لوالده ليحثه على الموافقة، حيث يختلف هيثم عن شقيقه الراحل بكل شيء، هيثم رزين عاقل يساعد والده في بناء شركتهم الضخمة ليرفعا معاً إسم صلاح عبدالعزيز في قائمة أكبر رجال الاعمال





*******





بعد قليل كان يخرج من منزل صلاح واستقل سيارته منطلقًا بطريق عودته للمنزل، أمسك بهاتفه واخرج رقم أيمن ليهاتفه ويحددا ميعادًا ليجتمع الجميع بمكانٍ محايد لاتمام عملية المصالحة،كاد أن يضغط زر الإتصال لكنه توقف فجأة حيث ابتسم بخبثٍ وهو يُبدل الرقم برقم تلك الحادة الطباع،فيبدوا أنه اعتاد على مشاكستها وأعجبه الحال،ضغط على الرقم الذي سجله على هاتفه بعدما احتفظ به من بياناتها التي دُونت من قِبل الموظف بالمحضر، انتظر الرد، كانت تتوسط فراشها تغط في سباتٍ عميق بجسدٍ منهك وعقلٍ مرهق نتيجة ما حدث لها من أهوال طيلة الأيام الماضية،تمللت بنومتها حين وصل لمسامعها صوت رنين الهاتف لتفتح أهدابها وتغلقهما من شدة نعاسها، بسطت يدها لجلب الهاتف وما أن نظرت به حتى ضيقت بين عينيها وهي ترى الـ رقم خاص ولا يظهر
private number
ضغطت زر الإجابة ليصل إليه صوتها الناعس وهي تجيب بنعومة أثارته حتى أنه تعجب من حاله:
-ألو
مساء الخير يا استاذة إيثار... نطقها بصوتٍ رجولي جذاب لتجيبه بنفس الصوت:
-مساء النور، مين معايا؟!
أنا المستشار فؤاد علام... قالها بثبات لتعقد حاجبيها في حيرة لتقول:
-هو حضرتك جبت رقمي منين؟!
ابتسم على تلك البلهاء وتحدث مفسرًا:
-هو رقمك سر حربي ولا إيه، وأظن إن من خلال منصبي أقدر أجيب أي رقم بمنتهى السهولة
وهتف مستطردًا بتسلي:
-والأهم من ده كله إنك تقريباً ناسية إن كل بياناتك مدونة عندي من خلال أقوالك في قضية محاولة إغتيال أيمن الاباصيري.





لعنت غبائها لطرحها لهذا السؤال الذي أظهرها كبلهاء أمام ذاك المغرور، سحبت جسدها للأعلى لتستند على ظهر التخت ليستطرد هو ساخرًا من إسلوبها الفظ معه:
-وقبل ما تقولي لي بتتصل ليه هقولك أنا





ابتسامة شقت شفتيها لتخرج رُغمًا عنها حيث اردفت بتساؤل لطيف:
-أفهم من كده إن سيادة المستشار بيتهمني إني قليلة الذوق؟





شعورًا رائعًا بالراحة اقتحم صدره حين استمع لصوتها المبتسم ولأول مرة منذ أن رأها ليجيبها بإبتسامة عذبة ارتسمت فوق شفتيه الغليظة لتعطيه مظهرًا رجوليًا جذابًا وهو يقول بملاطفة:
-مقدرش أقول كده طبعاً





تنهدت براحة لتسأله بعملية:
-مقولتليش حضرتك عاوزني في إيه؟





تبدلت ملامحه لمتعجبة من أمر تلك المرأة الألية كما وصفها ليبتسم ساخرًا ويضيف:
-كنت عاوزك تحددي لي ميعاد بكرة مع أيمن الأباصيري علشان عاوز أكلمه في موضوع مهم جدًا





-أقدر أعرف الموضوع بخصوص إيه؟ سألته بجدية ليجيب بنفس الجدية:
-بخصوص قضية محاولة الإغتيال





أجابت بهدوء:
-تمام يا افندم،هقفل مع حضرتك وأشوف جدول مواعيد بكرة وأبلغك، بس ياريت تديني رقم أقدر أوصل لك عن طريقه
بمنتهى الغرور أجابها:
-أنا محدش يقدر ولا يعرف يوصل لي، أنا اللي بوصل وقت ما اقرر
ليستطرد أمرًا بنفس الخيلاء:
-هتصل بيكِ على ثمانية المغرب تكوني شوفتي مواعيدك وحددتي لي الميعاد





لوت شفتيها باستغراب لأمر ذاك الغريب وكادت أن تجيبه لولا اقتحام ذاك الصغير لغرفتها وفراشها ليهتف بصوتٍ حماسي:
-كل ده نوم يا مامي يا كسلانة





أشارت له ليصمت بابتسامة لكنه لم يبالي بتحذيرها واسترسل بصوت لطيف:
-يلى بقى علشان نروح الملاهي زي ما وعدتيني،قومي إلبسي فستانك الحلو وأنا هخلي عزة تلبسني الطقم الجديد اللي جبتهولي في عيد ميلادي





لم يدري ماذا حدث له، فقد نزلت كلمات الصغير لتزلزل كيانه وتجعل صدرهُ منشرحًا في الحال،باتت تشير لصغيرها بالصمت لتتحدث باعتذار:
-أنا اسفة للمقاطعة يا افندم
-ولا يهمك،ده إبنك؟...سألها بصوتٍ لطيف لتجيبهُ وهي تداعب صغيرها بكف يدها الذي يتحرك على وجنته بحنان:
-أيوه
-إسمه إيه؟تعجبت سؤاله لكنها أجابته بنبرة خرجت حنون رغمًا عنها لشدة عشقها لصغيرها الوحيد:
-يوسف
ربنا يخليهولك... نطقها لتقول شاكرة:
-متشكرة، وربنا يبارك لحضرتك في أولادك





ابتسم ساخرًا على حاله ليقول متجاهلاً دعائها بعدما قرر إنهاء المكالمة عند هذا الحد:
-هكلمك الساعة ثمانية، ياريت ماتنسيش





-إن شاءالله مش هنسى... نطقتها بهدوء لتصدم بغلقه للخط دون استئذان لتجحظ عينيها وتنظر بشاشة الهاتف باستياء وهي تهتف بحنقٍ:
-إنسان بارد وقليل الذوق
-هو مين ده اللي بارد يا مامي...سؤالاً طرحه الصغير ببرائة لتجيبه وهي تزغزغه في بطنه بممازحة وهي تشبهه بشخصية كرتونية شريرة يعلمها الصغير جيدًا:
-ده شرشبيل
جحظت عيني الصغير وفغر فاهه ليسألها باهتمامٍ بالغ:
-الشرير اللي بيحارب السنافر؟
قالت بممازحة:
-هو بعينه...ليقول الصغير بإلحاحٍ طفولي:
-خليني أقابله يا مامي، عاوز أشوفه





-ربنا يكفيك شر مقابلته يا چو...نطقتها بأسى لتنفض الغطاء وهي تنهض وتحمله بحماس:
-يلا بسرعة علشان نغير هدومنا ونلحق الملاهي
انطلقت ضحكات الصغير لتصدح بالمكان وتملؤه لتتطلع لتلك السعادة التي ارتسمټ علي قسمات طفلها وتلك اللمعة التي تلألأت في عيناه لتضيئ قلبها العاتم بالفرح،فضحكات هذا الصغير هي فقط من تعطيها القوة وتجبرها على استكمال طريقها ومواجهة الحياة بمصاعبها الكثيرة



إنتهى الفصل السادس من أنا لها شمس بقلم روز أمين