ملخص رواية المباءة
نوع الرواية: سياسية
هذه الرواية تعتبر من بين الروايات السياسية ذات الطابع الانتقادي لمجتمع يعاني من المشاكل الأسرية والاجتماعية، كما أنه يعاني من الظلم والاحتيال لذلك تدور الأحداث في عالم من المآسي الجماعية والفردية على حد سواء، ويعبر الكاتب عن تلك الأحداث من خلال رصد الاختلافات العقلية والنفسية وخلال فترة تفشي الأوبئة بالإضافة إلى الانقسامات الأيديولوجية، والرواية للكاتب المغربي محمد عز الدين التازي وهو من رواد رواية الطليعة في الأدب المغربي المعاصر.
عن كاتب رواية المباءة
الكاتب محمد عز الدين التازي واحد من أهم رواد رواية الطليعة بالأدب المغربي ولد في مدينة فاس المغربية خلال عام 1948، وخلال فترة الدراسة تمكن من دراسة الأدب القديم وعلوم اللغة كما درس الثقافة الغربية وبعض ترجمات الأدب العالمي، وقد تمكن من نشر أول قصة قصيرة بالإضافة إلى مجموعة من المقالات خلال عام 1966 خلال دراسته بالثانوية.
تابع دراسته الجامعية في فاس وتحديدا في كلية الآداب والتي استكمل بها دراسته حتى الدكتوراة في السرديات، كما أنه كان عضوا فعالا في اتحاد كتاب المغرب واتحاد الكتاب العرب في دمشق وله الكثير من الكتب من بينها كتب للأطفال، وتم ترجمة بعض الأعمال الخاصة به إلى مختلف اللغات منها الفرنسية والإنجليزية والهولندية.
عنوان رواية المباءة
حرص الكاتب على توضيح العنوان وأن تلك الكلمة في اللغة العربية تدل على المنزل بصفة عامة، خاصة وأن الإنسان يتبوأ به مكانا يلوذ به ويحميه من المخاطر، وقد أنذر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلعم من يقوم بنسب الأحاديث المزيفة مكانه في النار بكلمة فليتبوأ وهنا تدل الكلمة على المكانة أو المقعد وهنا تشير الكلمة إلى مدينة فاس التي تغير شكلها بعد أن أصيب أغلب سكانها بالطاعون.
وقد عبر الراوي عن التشوه الذي تعرضت له المدينة بعد الإصابة بذلك الداء، وقد أكد في الوصف على أن الجميع مهما اختلفت أعمارهم قد حدثت لهم تجاعيد حلزونية في وجوههم مع حدوث قشور تشبه صدف المحار.
ملخص رواية المباءة بشكل مختصر
خلال ملخص الرواية نجد أن كلمة المباءة هي مدينة فاس وقد تم إطلاق هذا الاسم عليها نتيجة الوباء الذي تعرضت له المدينة في زمن بعيد، وقد ربط الكاتب بين الوباء وبين ضريح سيدي بونافع بالإضافة إلى سجن عين الكهف الذي يضم جناحين واحد لسجناء الحق والآخر للمعتقلين السياسيين وقد نجد أن الكاتب قد حرص على الربط بين فأس والضريح والسجن تربطهم خصائص مشتركة وهي خاصية الإنغلاق.
وخلال فترة الوباء حرصت جميع المدن المجاورة لمدينة فاس إلغاء الزيارة لها حتى وإن كان بهدف التجارة امتثالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوباء، “إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض، وأنتم بها، فلا تخرجوا منها”.
تدور الرواية حول قاسم الورداني وهي قصة تتخللها الكثير من الحكايات المصغرة والتي من أهمها قصة الفتوح بن دوناس الذي أقدم على قتل أخاه عجيسة بالإضافة إلى قصة قطرة الماء التي تتحول إلى عين ترى وتسمع وتسرد الحكايات بالإضافة إلى قصة المرض الفاسي ويتحدث الكاتب خلال تلك الرواية عن زمن المغرب المستقل وذلك من خلال عرض مجموعة من التواريخ وأسماء الشهداء خلال تلك الفترة.
والأدوار الرئيسية في تلك الرواية تتمثل في أسرة قاسم بالإضافة إلى بعض الأسماء الأخرى التي تغير في أحداث العمل، ويعتبر أبن قاسم منير من بين الشخصيات الفارقة في العمل فهو مناضل يسعى من أجل تغيير الأوضاع ويسعى من أجل ذلك ولكنه يتعرض إلى الاعتقال ويتعرض إلى أقصى أنواع التعذيب ويتحول بعدها إلى مومياء ويتحول إلى شخص لا يتواصل مع من حوله ولكنه لا يفقد الابتسامة البلهاء التي ظلت على شفاه طول العمل.
وعلى الجانب الآخر نجد شقيقته نعيمة وهي كانت مناضلة تشاطره قناعته وتعمل بجانبه، وكانت تربطها علاقة عاطفية مع أحد أصدقائها ولكن بسبب ما تعرض له أخيها وأبيها سوف تتحول إلى إمرأة يابسة، وتفقد ثقتها في كل من حولها، والأم هنا لها دور كبير في الأحداث فبعد أن كانت راضية بحياتها تحولت إلى أمرأة تبحث عن زوجها وتحاول أن تبحث عن مصدر رزق للأسرة.
من ملخصاتنا:
ملخص رواية الشوك والقرنفل
ملخص رواية ارسس
النضال السياسي في الرواية
تطرق الكاتب أيضا إلى النضال السياسي في الأحداث مشيرا إلى أنه كان غير مجد وتحد من فاعليته الكثير من المعوقات، والتي تمثلت في اللامبالاة والخوف والانشغال بمجموعة من المشاكل الشخصية بالإضافة إلى بعض المشاكل الأسرية والتي تتمثل في شدة القمع وعدم الوعي بالإضافة إلى مجموعة من الأسباب الأخرى التي يراها الكاتب جوهرية والتي تتمثل في تواطؤ المناضلين.
وخلال تلك الفترة انتقل قاسم إلى الضريح للعيش به وهو ما يشير إلى رفض الواقع في ظل هذا الواقع الميؤوس منه، ولم يكن هذا الأمر هو النهاية بل كانت بمثابة مرحلة انتقالية للشخصية حتى تتمكن من أن تعود إلى الكفاح مرة أخرى، والكفاح هنا المقصود به التفجير وتحديدا تفجير السد من قبل قاسم والذي يمثل قوة اقتصادية في البلاد.
كما حرص الكاتب على تقديم نقدا للكتابة العربية خاصة وأنها مرتبطة بالماضي وبعيدة كل البعد عن حياة الناس، وبناء عليه يسعى قاسم من أجل تكسير أغلالها وأن تلتحم بالناس والقضايا الخاصة بهم.
اقرأ معنا:
ملخص رواية ارض زيكولا الجزء الأول
ملخص رواية خوف الجزء الأول
خاتمة
يتبين لنا مما قمنا بعرضه خلال السطور السابقة أن رواية المباءة من بين الروايات التي تسعى إلى التجريب والتجديد، وذلك من خلال الإكثار من السرد فهي عبارة عن نص مفتوح على كافة الأجناس والأنواع لذلك فهي من بين الكتابات الرمزية وعجائبية، ونلاحظ أن تلك الرواية يتخللها الغموض والتصنع التجريبي نظرا للأحداث السردية الخاصة بها.
وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي طالت تلك الرواية إلا أنها تظل من الروايات الجادة والجديدة، لكونها من الكتابات التي تحلق في عوالم عديدة وواقعية وأسطورية أيضا.